المراد بالمصلى هو الميدان الذي يقع في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد النبوي الشريف وكان يُعرف أيضاً بالمناخة، وهو سوق المدينة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي عيد الفطر وعيد الأضحى وصلاةَ الاستسقاء في عدة مواضع مِن هذا الميدان، كما صلى فيه صلاةَ الغائب على النجاشي ملكِ الحبشة.
يُعد موقع مسجد المصلّى (الغمامة) آخر المواضع التي ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلّى فيه صلاة العيد حتى توفاه الله، ويُسمى أيضاً "مسجد الغمامة" لِما ذُكِر أن غمامةً حجبت الشمس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء صلاة الاستسقاء في هذا الموضع.
يُرجح أن مسجد المصلّى بُني في عصر الدولة الأموية، في زمن ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة المنورة (87-93هـ)، ثم شهد بعد ذلك عدة تجديدات منها: عمارة عز الدين شيخ الحرم الشريف في عصر السلطان حسن بن محمد بن قلاوون الصالحي (748-762هـ)، ثم جدده الأمير برديك المعمار سنة 861هـ.
ويعود البناء الحالي للمسجد إلى القرن الثالث عشر الهجري، وفي العهد السعودي لقي المسجد اهتماماً بالحفاظ على طرازه المعماري التاريخي، وتوالت عليه أعمال الترميم والصيانة حيث تم تجديده في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود عام 1373هـ، وعام 1411هـ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
وعام 1434هـ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما تم تأهيل المسجد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
مصلى العيد والاستسقاء:
كان من عادة رسول الله ﷺ أن يصلي العيدين والاستسقاء خارج المسجد النبوي في الصحراء في أماكن مختلفة ولكنه استقر آخر حياته ﷺ على الصلاة في هذا المكان فكان أكثر صلاته للاستسقاء والعيدين فيه، ولم يكن فيه بناء ولا منبر، وكان يصلي خارج البنيان
وصار المصلى اليوم ملاصقًا لساحات المسجد النبوي بعد التوسعات العظيمة التي قامت بها المملكة العربية السعودية.المصلى والغَمامة:
اشتهر المسجد باسم مسجد المصلى أي مكان صلاة العيدين والاستسقاء، واشتهر مؤخرًا بمسجد الغمامة، لكونه مكان صلاة الاستسقاء لرسول الله ﷺ، وقيل إن غمامة ظللت رسول اللهﷺ من الشمس في هذا المكان وهو يصلي الاستسقاء.
قيمة المسجد:
يعتبر مكان المسجد من أهم المصليات النبوية التي صلى فيها رسول الله ﷺ في المدينة، وهي مجمع المسلمين في الأعياد والاستسقاء.
ومن مزايا هذه البقعة أنها المكان الذي صلى فيه رسول الله صلاة الغائب على النجاشي ملك الحبشة الذي آمن برسول الله وناصر المهاجرين إليه وأكرمهم، وقد أخبر رسول الله صحابته بموت النجاشي لحظة وفاته وأمرهم بالاستغفار له وجمعهم في المصلى فصفهم صفوفًا ثم صلى بهم صلاة الجنازة.
المسجد منذ بنائه إلى اهتمام المملكة به:
بنى المسجد عمر بن عبد العزيز رحمه الله لما كان واليًا على المدينة في القرن
الهجري الأول، فقد تتبع عمر بن عبد العزيز المصليات النبوية بمحضر من كبار التابعين وبنى عليها مساجد لتحديد مكانها.ثم جدد البناء ورمم مرات كثيرة عبر تاريخه، وكان آخرها وأعظمها التطوير الشامل للبناء الذي قامت به المملكة العربية السعودية فتم بناؤه وإعادة تأهيله بأعلى المعايير التي تحافظ على شكله المعماري وروحه التصميمية الفريدة.
كيف يبدو المسجد اليوم؟
يتكون المسجد من مدخل بعرض 4 م وطول 26 م وتعلوه 5 قباب.
ومصلى بعرض 15 م وطول 30 م، مع مئذنة اسطوانية في ركنه.
وفوق الباب لوحة خضراء مكتوب فيها بخط الثلث الذهبي (مسجد الغمامة).
وقد تميزت كسوة المسجد من الخارج بالأحجار البازلتية السوداء كلون حرات المدينة التي تحيط بها، وطليت قبابه وجدرانه الداخلية وتجاويف القباب باللون الأبيض، وبقيت الأكتاف والأقواس بالحجر الأسود، بما يعطي منظرًا مهيبًا لتباين اللونين الذين أخذا من طبيعة المدينة المنورة.
زيارة مسجد الغمامة:
مسجد الغمامة اليوم تقام فيه الصلوات المفروضة، وهو معلم تاريخيّ يقصده زوَّار المدينة المنورة. وتُفتح أبواب المسجد من الساعة الـ 10:00 صباحًا وتُغلق الساعة الـ 12:00 صباحًا.