معالم المدينة

مسجد بني أُنَيف

سمّي بمسجد بني أُنَيْف لوقوعه في منازل بني أُنَيْف (بالتصغير) وهم حي من بلَى؛ ديارهم بين بني عمرو بن عوف بقباء وبين العصبة. ويقع هذا المسجد جنوب غربي مسجد قباء، على يمين القادم إلى المدينة المنورة عن طريق الهجرة.

يتكون البناء الحالي للمسجد من بناء من حجر غير مسقوف؛ وقد تم ترميم المسجد كغيره من المساجد التاريخية. وكان أثر المسجد واضحاً على مرتفع من الأرض، وقد بقي من جدرانه نحو مترين قبل تجديده وهو مبني من الحجر البازلتي، وأثر المحراب واضح فيه، ومدخله في الجهة الشمالية.

الأهمية التاريخية للمسجد:

يقع المسجد قريبًا من مسجد قباء إلى الجنوب الغربي منه، بناه بنو أُنَيف عند أحد حصونهم على طريق الداخل إلى المدينة من جنوبها قبالة مزرعة القائم، وهم قوم من

قبيلة بلي، كانوا حلفاء بني عمرو بن عوف من الأوس، وقيل: إنهم من بقايا العماليق، أقاموا في يثرب قبل مقدم الأوس والخزرج.

وقد زار النبي ﷺ بني أُنيف ليعود طلحة بن البراء في مرضه، وصلَّى في ديارهم، فاحتفوا بموضع صلاته ﷺ وكانوا يرشُّونه بالماء، ثم بنوا عنده مسجدًا، سمي

باسم حيِّهم.

المسجد وعبق الماضي:

كان

هذا المسجد أولًا موضع صلاة النبي ﷺ بلا بناء، ثم بُني بحجارة الحَرَّة البازلتية السوداء واللَّبِن، ومع مرور الزمن لم يبق من بنائه إلا آثار يسيرة.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين

الملكسلمان بن عبد العزيز جرى ترميمه ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية.

وقد حرصت عمليات الترميم على النمط الأثري للموقع، وبقي السقف مكشوفًا، مع تثبيت أعمدة خشبية متباعدة تدعم تماسك الجدران، وتسمح بدخول الهواء، وعُلِّقت بها فوانيس للإضاءة، وكُسيت الأرض بالرخام الأبيض، وزُرع في الفناء الخارجي المكسو بالحجر شجيرات ونخل بمحاذاة الصخور البازلتية الداكنة المكونة لسور المسجد التاريخي.

نصائح لزيارته:

المسجد مهيأ لاستقبال الزائرين طوال اليوم، والأفضل زيارته في النهار لرؤية تفاصيله المعمارية الجميلة بوضوح.